تشهد مناطق من الأردن في هذه الليلة تساقطًا للأمطار، تمتد تأثيراتها لتشمل جنوب سوريا وفلسطين. ومع ذلك، فشلت جميع النماذج العددية فشلًا ذريعًا في توقع هذه الحالة الجوية، مما يثير تساؤلات حول دقة هذه النماذج واستعدادها للتعامل مع حالات مشابهة. في هذا السياق، نستحضر قوله تعالى: "الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون" [الروم:48].
ومع استمرار هذه الأمطار الليلة، يبقى السؤال: كيف ستكون حالة عدم الاستقرار الجوي غدًا؟ إذا كانت النماذج قد فشلت في توقع طقس ليلة الخميس/الجمعة، فربما تحدث مفاجآت غير متوقعة. لذا، ندعو الجميع لربط الأحزمة والاستعداد لما قد يأتي، فالأمر بيد الله وحده. وكما قال سبحانه: "وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا لنخرج به حبا ونباتا * وجنات ألفافا" [النبأ:15-16].
إن هذه الأحداث الجوية تذكرنا بقدرة الله عز وجل، الذي يسير السحاب كما يشاء. قال تعالى: "ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار" [النور:43]. فلنتأمل قدرة الخالق، وندرك محدودية علمنا أمام إرادة الله وحكمته.